كلما أكرهنا أحدا" على الحقيقة فصلناه عنها
إن الحقيقة لا تكتمل البتة,لكنها تنمو نسبةالى نمو الزمن والى نموالانسان .
وهي تمضي تتسع في العلوم اتساعها في الفلسفة وفي الدين - إنها غير متشابهة الاشياء على الأطلاق ,بل هي لا تبرح إياها أبدا",وهي لاتني جديدة على الدهر .
فمن أنغلق في التقاليد , جمد الحقيقة , ومن ابتغى أن يصنع حقائق جديدة تمام الجدة , فقد انتج حقائق تموت قبل أن تكون .
وذلك ان الحقيقة ليست في الماضيولا في المستقبل , لكنها وفاء لمجرى الزمن , وهي تسطع في اليوم الذي نحن فيه .
ولقد قلت( إليكترة ) في مسرحية جير ودو , هذا القول العجيب :
(إن الحقيقة ليست في لزمن آت . الحقيقة لا يسعها الانتظار. الحقيقة خالدة , لكنها ليست إلا ومضَ لحظة ٍ من اللحظات )
أفنكون قوما" مسافرين يتلمسون طريقهم في الليل , وكل منهم قد تاه في منعرجات وحدته , ولا أمل في التلاقي ؟
إن الامر لعلى نقيض ذلك , إذ يكفي ان يتقدم كل إنسان حتى أطراف ذاتيته فيلقى روح كل حقيقة.
وكلما أكرهنا على الحقيقة , فصلناه عنها , وكلما رآنا لا نعنى بسوى حقيقتنا , صرنا دعاء" له إلى الحقيقة والحوار .
فمن أجل ذلك بات يصعب ان يكون على خطأِ او على صواب.
أن نحج إنسانا", ذلك هو أن نخطئ غلى الحقيقة .
وحسبُ كل امرئ ان يتمسك بحقيقته ويتبعها كأنها نجم في الليل , فلا يلبث الليل حتى يؤنسه الحجاجُ وحتى يسري فيه نفس الأشياء العميق .
وحينئذ فالكون قد أجتمع كله في فجر واحد .