الدوافع ودورها في النجاح والتفوق ::
نرى في حياتنا الكثيرين ممن يتمتعون بذكاء خارق ولكنهم لا ينجحون أو لا يحققون النجاح المتناسب مع ذكائهم العقلي, وقد أدى هذا إلى البحث في عوامل أخرى للنجاح فكان الحديث عن الذكاء الوجداني وأثره الهائل في النجاح وسوف نتعرض له لاحقا بحديث مفصل نظرا لأهميته الكبيرة, ولكننا سنأخذ من الذكاء الوجداني عنصرا هاما وهو الدافع, تلك القوة المحركة لملكات الإنسان وقدراته, تلك الطاقة المتجددة التي تساعد الشخص على الاستمرار في العمل والكفاح حتى يحقق أهدافه. وقد حاول علماء النفس تقسيم الدافع إلى عناصر أولية لكي يمكن التعامل مع هذه العناصر حين نفكر في تقوية الدافع, ووضعوا لذلك معادلة غاية في الأهمية وهي كالتالي:
الدافع = هدف x أمل x حماس x مثابرة
إذن نقول لكل طالب ولكل باحث عن النجاح والتفوق, إذا شعرت بأنك غير قادر على المذاكرة لساعات طويلة رغم رغبتك في النجاح, عليك أن تراجع عناصر الدافع فتسأل نفسك عن أهدافك وهل هي واضحة لك أم لا, ثم تسأل نفسك عن مدى أملك في تحقيق هذه الأهداف, ثم ما مدى حماسك تجاهها, وأخيرا ما مدى قدرتك على العمل بسياسة النفس الطويل بحيث أنك لا تكل ولا تمل ولا تيأس ولا تستسلم حتى تصل إلى ما تريد وربما فوق ما تريد. فالناجحون يعرفون ماذا يريدون بوضوح شديد, ولديهم أمل كبير في تحقيقه, ولديهم حماس هائل يجعلهم قادرين على بذل جهود قد تبدو خرافية للبعض, ولديهم فوق هذا قدرة عظيمة على الصبر والمثابرة لتجاوز العقبات التي تواجههم وهي حتما موجودة على طرق النجاح, فلا يوجد نجاحا سهلا, وإذا وجد فهو مطعون في أصالته وجدارته وقدرته على الاستمرار.
أنواع الدوافع المحتملة للمذاكرة:
يمكننا تقسيم الدوافع من حيث مصدرها إلى:
1- الدوافع الخارجية: غالباً ما تكون قصيرة المدى وتنطفئ مع أي مشكلة فمثلاً الطالب الذي يذاكر ليرضي والديه أو يرضي مدرسيه، يمكن أن يتوقف عن المذاكرة إذا اضطربت علاقته بمن كان يرضيهم وربما توقف عن المذاكرة عناداً لهم (دون أن يدري) وهذه الحالات نقابلها كثيراً في العيادات النفسية حيث نكتشف أن تكرار رسوب الطالب (أو الطالبة) دون سبب مفهوم إنما يحقق هدف إغاظة الأب أو الأم, فالابن هنا يرى (بوعي أو بدون وعي) أن أفضل عقاب لوالديه هو أن يفشل دراسياً وهذا ما نسميه العدوان السلبي ويكون الدافع له صراع لم يحل بين الابن وأحد أبويه أو كليهما.
2- الدوافع الداخلية: أكثر دواماً وأقل تقلباً ويحسها الشخص طول الوقت وربما لا يعرف لها تفسيراً غير أنه مدفوع دائماً إلى الإنجاز وإلى الارتقاء في السلم العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وهو لا يستطيع ولا يملك التوقف عن ذلك وهذه الدوافع الداخلية مرتبطة بالتركيبة النفسية الدينامكية للذات ويمكن أن يغذيها الوعي بالنقص أو الرغبة في الاكتشاف أو الميل للمنافسة والغلبة وهذه الدوافع الداخلية يمكن تقويتها بالتالي:
- تعرف على الرغبة للاكتشاف واقتحام المجهول
- تحمل مسئوليه تعليمك فأنت تتعلم لنفسك وليس لغيرك
- تحمل مخاطر التعلم والمعرفة بثقة واقتدار
- اعلم أن الفشل يحمل في أحشائه جنين النجاح
- كافئ نفسك على كل إنجاز تحققه ولو بسيط
وهناك تقسيم آخر للدوافع من حيث نوعها كالتالي:
* الدوافع الموجبة:
1- الخوف: من المدرس أو من الاسرة أو من معايرة الزملاء أو من الفشل
2- الرجاء: بمعنى الرغبة في الجزاء والمديح والمباهاة، وهي جزء من غريزة التنافس والغلبة عند الإنسان
3- الخوف والرجاء معاً: وهذا يعطي دوافع أقوى من أحدهما منفردا.ً
* الدوافع السالبة:
1- العناد: حيث يمتنع الطالب عن مذاكرة دروسه بهدف العناد مع والديه ومكايدتهما وخاصة إذا رأى إلحاحاً شديداً من والديه على مذكراته وكان في نفس الوقت غاضباً منهما .
2- الهروب: وهو دافع داخلي (لا شعوري أحياناً) يعطل عملية المذاكرة لكي يهرب من دخول كلية معينة يصبو إليها الأهل ولكن الطالب لا يحبها أو يخشى مسئوليتها، ولذلك يفعل كل ما من شأنه منع حصوله على مجموع كبير يؤهله لدخول هذه الكلية.
تقوية الدوافع للمذاكرة:
هناك مشكلة لدى الكثيرون في مسألة الدافع للمذاكرة حيث يقول بعضهم "أنا عايز أذاكر بس مجرد ما أقعد على الكتاب أتضايق وأقوم على طول مش عارف ليه", ويقول آخر "مجرد ما أقعد على الكتاب أتثاءب وأنام"، وربما يرجع ذلك لضعف الهدف من المذاكرة أو الشك في جدوى المذاكرة, ويساعد على ذلك وجود بعض الأفكار السلبية لدى الكثيرين من الطلاب مثل "واللي ذاكروا أخذوا إيه", "ولو أخذت الشهادة ها عمل بيها إيه" , "دا مفيش وظايف" , "وحتى لو توظفت ها توظف بكام"؟. إذن الهدف الضعيف أو غير الواضح بالإضافة إلى الأفكار السلبية تضعف الدافع والإرادة وتجعلك تتثاءب بسرعة وتمل الكتاب منذ اللحظات الأولى. ولتقوية الدافع للمذاكرة يمكنك أن تفعل ما يلي:
1- قم بحل مشكلة الهدف مباشرة: فلابد من تحديد هدف واضح يجمع قواك أو يشحنك بالطاقة بشكل دائم, وللوصول إلى ذلك:
* اجمع معلومات كافيه عن اهتماماتك وقدراتك وقيمك واحتياجاتك. ويمكنك أن تفعل ذلك من خلال:
- تأملك لذاتك
- إجراء بعض الاختبارات النفسية
- استشارة ذوي الرأي
* اجمع معلومات كافية عن الوظائف المحتملة التي تفكر فيها من خلال:
- استشارة بعض العاملين في هذه المهنة
- زيارة بعض الأماكن التي تمارس فيها هذه المهنة
* اجمع معلومات كافية عن متطلبات الدراسة التي ترغبها وبرامجها.
وعلى أساس معرفتك لاهتماماتك وقدراتك ومعرفتك للوظائف المحتملة ومتطلبات الدراسة والتدريب فيها يمكنك أن تأخذ قرارً واضحاً بشأن الطريق الذي تسلكه.
2 - قم بحل مشاكلك الشخصية مباشرة , ويمكنك الاستفادة مما يلي:
أ- الاستشارة من شخص متخصص (أخصائي اجتماعي، أخصائي نفسي, أو طبيب نفسي) أو من الوالدين أو أحد الأقارب ذوي الحكمة والتجربة.
ب- الحل الذاتي من خلال تقييم موضوعي لمشاكلك والمواجهة مع أسباب هذه المشاكل ومع الأشخاص المشاركون في صنعها، ثم تحمل المسئولية للقيام بالمبادرة للتغيير المؤدي إلى حل هذه المشاكل.
تقييم الدوافع:
ويمكنك تقييم دوافعك من خلال:
قائمة اختبار الدافع: (Motivation Questionnaire)، عبارات هذه القائمة ربما تساعدك في اكتشاف مصادر وأسباب ضعف الدافع للمذاكرة والدراسة لذلك اقرأها جيداً وحدد مواطن ضعفك على أمل أن تقوم بعلاجها وحدك أو بالاستعانة بذوي الرأي والاختصاص:
1- أنا في الحقيقة أفضل شيء آخر غير دخول هذه الجامعة:
- لا أفضل دخول الجامعات أصلاً
- أفضل نوع أخر من المهن
- أفضل دخول كلية أخرى
2- الكلية كوسيلة لأشياء أخرى غير التعليم:
- للهروب من عمل لا أحبه
- للعثور على صديق (أو صديقة)
- لتقضية وقت ممتع
- للهروب من المنزل
- لإثبات قيمة الذات
3- مشاكل شخصية تؤدي إلى التشتت:
- صراعات مع نفس الجنس
- صراعات مع الجنس الآخر
- صراعات مع الوالدين
- ضعف الثقه بالنفس
- مقاومة غير محددة لدخول الكلية
- غضب من العالم كله
- تعاطي المخدرات
- الخوف من التقييم
- صعوبة في اتخاذ القرارات
- عدم وجود مصدر للإنفاق
- صعوبات زواجية (للمتزوجين)
- مخاوف وقلق
- عدم الشعور بالأمان
- الشعور بالوحدة
4- ضعف الاهتمام:
- عدم وضوح الأهداف المهنية
- عدم وضوح الأهداف التعليمية